كيف نجح زيدان بالخروج من فترة "ما بعد كريستيانو" ؟!
مع عودة
زيدان لتدريب ريـال مدريد . كان يجب أن ندرك إن المهمة صعبة للغاية وإن زيدان عاد
لـ "يشخص المرض" المدريدي الذي تسبب به خروج كريستيانو , بالتالي يفرض
هذا مراعاة لسقف الأولويات بإعتبار إن مهمة زيدان هي الـ " تشخيص والإختبار
" لوضع اليد على الخلل الحقيقي في الجسد المدريدي والظهور بالخطة والأسلوب
المناسبين.
خروج
زيدان وكريستيانو رونالدو معاً كان سبباً رئيسياً في تدهور حال ريـال مدريد الموسم
الماضي , حينما شاهدنا لوبيتيغي وسولاري يحاولون القيام بشيء ولكنهم وقفوا عاجزين لتعجبهم من حال الفريق , وإن الفريق دخل في مرحلة " الشك " بشخصيته لأنه كان يخسر نقاط سهلة جداً بالدوري , وخرج من دوري الأبطال بطريقة مذلة
أمام أياكس , ولكن بعد إعلان إقالة سولاري وعودة زيدان , شعر المدريديستا
بالطمأنينة لأن الجماهير تثق جداً بزيدان سواء كان لاعباً أو مدرب , لكن كيف نجح
زيدان بالخروج من فترة " ما بعد كريستيانو " ؟
- الجود بالموجود . . فعلاً ؟
زيدان كان يعي تماماً بأنه يملك لاعبين مميزين بالفريق
تنقصهم قوة الشخصية فقط , فالإعتماد الكلي على كريستيانو وخصوصاً من ناحية التسجيل
جعل بعض اللاعبين يفتقدونه بالملعب دائماً , ولكن زيدان قرر أن يمنح هذه الثقة
للجميع , فكر في ذكاء زيدان حينما يختبر عقلية لاعبيه وقدرتهم ، بإخراجهم
من التشكيلة الأساسية أو من القائمة المستدعاة للمباراة بعد تألقهم في مباراة ,
وشاهد كيف تحول كريم بنزيما هذا الموسم للاعب هداف ولو كان يلعب بأدوار المهاجم
الوهمي , فمن المعروف إن بنزيما من أكثر المهاجمين تضييعاً للفرص المحققة , ولكن
هذا الموسم لم نشاهد ذلك لأن زيدان أعطى بنزيما الثقة الكاملة ومنحه فرصة قيادة
الهجوم الملكي على أكتافه , هذه المهارات من زيدان بالتفكير وزرع المنافسة بين
اللاعبين , كان ريال مدريد هو المستفيد الأكبر منها.
- المرونة
التكتيكية . . بذكاء !
لا شك إن زيدان
واحد من أفضل المدربين بالعالم وخصوصاً من ناحية المرونة التكتيكية , زيدان هذا
الموسم لعب بأكثر من 5 خطط تقريباً , وأحياناً بنفس الخطة لكن بأسلوب مختلف , فهذه
المرونة التكتيكية قدمت "الوعي" التكتيكي الكافي للاعبين للتعامل مع
جميع ظروف الموسم , وكذلك المداورة المستمرة للحفاظ على لياقة اللاعبين ومنح
الجميع فرصة للعب , جعلت لاعبي ريال مدريد يشرون بالراحة على أرضية الملعب.
- إستعادة
شخصية الملكي . . التي سرقت !
هيبة وشخصية ريال
مدريد كانت تحقق النقاط الثلاثة وحدها أحياناً ولو ظهر الفريق بشكل سيء , فكان على
زيدان أن يعيد إحياء هذه الشخصية داخل لاعبيه , هذه الشخصية هي التي جعلت الفريق
يفوز بـ 3 أبطال متتالية , وهي التي جعلت أندية كبيرة تفوز ببطولات ولو كان بمستوى
هزيل.
فلا شك إن
الإختبار الحقيقي لزيدان كان إحياء هذه الشخصية بلاعبين أغلبهم شباب , مثل فينيسيوس
ورودريجو وميندي وفالفيردي وغيرهم , وإعادة الثقة لمن فقدها مثل كورتوا وغيره ,
فنحن كـ "بشر طبيعيين" لا نعلم كيف فعل زيدان ذلك , ولكنه فعلاً قد فعل!
- التعامل مع
الظروف . . بإحكام !
ريال مدريد
بقيادة زيدان مر بظروف صعبة جداً خلال الموسم , في بداية الموسم تعرض الفريق
لخسارة من اتليتكو مدريد بسباعية , وأصيب لاعبين وركائز أساسية في وسط الموسم ,
ولكن كان زيدان دائماً ينجح بترتيب أوراقه ومواجهة الظروف وليس الهرب منها , حتى
حينما كان يخسر الفريق كنا نراه يعيد إستشفاء نفسه سريعاً , وهذا يثبت ما قاله
سيرجيو راموس بعد تحقيق الدوري أمس : " كل ما يلمسه زيدان يتحول إلى ذهب
".
- الخاتمة
:
بعد فترة التوقف
بسبب جائحة كورونا , قال زيدان إن الفريق سيلعب 11 نهائي في الليغا , وفعلاً
الفريق دخل هذه المباريات وكأنه يلعب نهائيات , فلاعبين شبان مثل فالفيردي
وفينيسيوس تشعر وأنهم أصبحوا لاعبين "خبرة" تحت قيادة زيدان , فمدرب مثل
زيدان الذي حقق 11 لقب في 3 مواسم فقط بمسيرته التدريبية بمعدل لقب كل 19 مباراة ,
لا شك بأنه سينجوا بلاعبيه من فترة " ما بعد كريستيانو ".
مبروك لعشاق
الملكي لتحقيق لقب الدوري الـ 34 , كان فعلاً مستحق.
المحلل والكاتب / أحمد الشورى.
مقال اكثر من رائع
ردحذفمش غريب عليك الإبداع يا أستاذ احمد